خطبة الجمعة عن الحج رحلة إيمانية إلى الدار الآخرة
خطبة الجمعة بعنوان الحج رحلة إيمانية إلى الدار الآخرة
العناصر :
أولاً :رحلة الحج تذكرنا بالاستعداد للسفر إلى الدار الآخرة
ثانياً :يوم التروية والتزود ليوم العطش الأكبر .
.ثالثاً :يوم عرفه كيوم الحشر.
رابعاُ :السعى بين الصفا والمروة وكفتى الميزان.
خامساً:النجاة برجم الشيطان واللجوء إلى الرحمن .
الإجابة الصحيحة هي
خطبة الجمعة عن الحج رحلة إيمانية إلى الدار الآخرة
الموضوع :
الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد ﷺ سيد الأنام وبعد فحديثى معكم بحول الله الواحد الديان تحت عنوان : الحج رحلة إيمانية إلى الدار الآخرة
الحج رحلة إيمانية كبيرة تذكرنا بالسفر إلى الدار الآخرة.
أولاً :رحلة الحج تذكرنا بالاستعداد للسفر إلى الدار الآخرة فمثلاً:
(1) التزود بالتقوى:
-قال تعالى:الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) البقرة
-فليتذكر(الحاج) أن سفر الآخرة أطول من هذا السفر وأن زاده التقوى وأن ما عداه مما يظن أنه زاده يتخلف عنه عند الموت ويخونه فلا يبقى معه كالطعام الرطب الذي يفسد في أول منازل السفر فيبقى وقت الحاجة متحير محتاجاً لا حيلة له فليحذر أن تكون أعماله التي هي زاده إلى الآخرة لا تصحبه بعد الموت بل يفسدها شوائب الرياء وكدورات التقصير.(احياء علوم الدين(1/267)
(2) التوبة ورد المظالم :
-قبل السفر يبادر الحاج بالتوبة النصوح، ورد المظالم وقضاء الديون، لأنه لا يدرى هل يعود أم لا ،فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا،فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَدِرْهَمٌ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ» صحيح البخارى (6534)
(3)كتابة ماله وماعليه فى الوصية :
-على الحج أن يكتب وصيته،وماله وما عليه ويوصى أهله بالخير لأنه قد يكون آخر سفر فى حياته .-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:«مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ،يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ»رواه البخارى (2738) ، ومسلم(1627)
(4)عند لبس الإحرام كلبس الكفن : -
أما شراء ثوبي الإحرام فليتذكر عنده الكفن ولفه فيه فإنه فيه سيرتديه
ويتزر بثوبي الإحرام عند القرب من بيت الله عز وجل الدنيا وهذا الثوب قريب من ذلك الثوب إذ ليس فيه مخيط كما في الكفن.(احياء علوم الدين(1/268)
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمْ الْبِيضَ فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ.مسند أحمد (3036 )تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي على شرط مسلم
(5)ترك الأموال والأولاد :
-قال تعالى:وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ (94) الأنعام.الكفن ليس به جيوب ترك الحاج كل شي ترك الأموال والأولاد والأصحاب ماذا بقى ؟!!
-عن أَنَس بْنَ مَالِكٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ «يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ،فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ».رواه البخارى (6514) ومسلم (2960)
(6)عند ركوب وسائل المواصلات كركوب النعش :
-ليتذكر عنده المركب الذي يركبه إلى دار الآخرة وهي الجنازة التي يحمل عليها فإن أمر الحج من وجه يوازي أمر السفر إلى الآخرة ولينظر أيصلح سفره على هذا المركب لأن يكون زاداً له لذلك السفر على ذلك المركب فما أقرب ذلك منه وما يدريه لعل الموت قريب ويكون ركوبه للجنازة قبل ركوبه للجمل . (احياء علوم الدين(1/267) .نعَش النَّاسُ الميِّتَ: حملوه على النَّعش "معجم اللغة العربية المعاصرة(3/2239).
ثانياً :يوم التروية والتزود ليوم العطش الأكبر
يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجَّة، وينطلق فيه الحجاج إلى منًى،
وسُميَ يوم التروية بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يروون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام؛ قال العلامة البابرتي في "العناية شرح الهداية" (2/ 467): [وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى] اهـ. يذكرنا هذا بالتزود بما نستطيع بالأعمال الصالحة ليوم العطش الأكبر يوم القيامة
عن سُلَيْم بْنُ عَامِرٍ،حَدَّثَنِي الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ،يَقُولُ: «تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ» قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ: فَوَاللهِ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بِالْمِيلِ؟ أَمَسَافَةَ الْأَرْضِ، أَمِ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ - قَالَ: «فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ،وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا» قَالَ: وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ.صحيح مسلم (2864)
ثالثاً:يوم عرفه كيوم الحشر:
-عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ بِعَرَفَةَ فَسَأَلُوهُ،فَأَمَرَ مُنَادِيًا، فَنَادَى:«الحَجُّ عَرَفَةُ".(سنن الترمذى(889) ،صحيح الجامع(3167)
-(الحج عرفة) :الوقوف بعرفة، وهو رُكن من أركان الحج لا يتم الحج إلاّ به، ولا يجزىء ولا يصح إلّا بفعله إجماعاً.(منار القارى (3/116)
-سبحان الله يوم عرفة صورة مصغرة ليوم القيامة يوجد ملايين الناس فى يوم عرفة فى مكان واحد
(1)أما الوقوف بعرفة فاذكر بما ترى من ازدحام الخلق وارتفاع الأصوات وباختلاف اللغات واتباع الفرق أئمتهم في الترددات على المشاعر اقتفاء لهم وسيراً بسيرهم عرصات القيامة واجتماع الأمم مع الأنبياء والأئمة واقتفاء كل أمة نبيها وطمعهم في شفاعتهم وَتَحَيُّرِهِمْ فِي ذَلِكَ الصَّعِيدِ الْوَاحِدِ بَيْنَ الرَّدِّ والقبول.(احياء علوم الدين(1/270)
-قال تعالى :قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49)لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) الواقعة.
آدم عليه السلام وأولاده كلهم فى مكان واحد للحساب والكرب يزداد من شدة أهوال يوم القيامة فمثلاً:
-عن الْمِقْدَاد بْنُ الْأَسْوَدِ،قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ ،يَقُولُ: «تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ، حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ». قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ:فَوَاللهِ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بِالْمِيلِ؟ أَمَسَافَةَ الْأَرْضِ، أَمِ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ . قَالَ: «فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا» قَالَ: وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ
ﷺ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ . صحيح مسلم (2864)
(2) فقد تركت(أى الحاج)العمران وصرت إلى الخلاء رضى للغفار ،وسرت بعد ذلك إلى عرفات ، فوقفت فيها لله أنت وجميع الناس في حرارة الشمس، ولفح الهجير ، متذكرا يوماً كان مقداره خمسين ألف سنة، يكون حال الناس فيه بحسب أعمالهم ، فمنهم من يصل العرق إلى كعبيه، ومنهم من يصل العرق إلى ركبتيه، ومنهم من يصل العرق إلى حقويه، ومنهم من يصل العرق إلى كتفيه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما، ومنهم من يحشر مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، يظلهم عرش الرحمن بظله. (دروس من الحج صـ2).
يتبع