مقالة العولمة 3 ثانوي لغات أجنبية نص السؤال هل للعولمة أثار سلبية على الفرد و المجتمع الإنساني ؟
مقالة العولمة شعبة لغات أجنبية بطريقة جدلية
نسعد بكم أعزائي الطلاب والطالبات في << المعلم الناجح >> يسرنا بزيارتكم أن نقدم الاجابة على أسئلتكم المتنوعة من مناهج التعليم الحديث من مصدرها الصحيح ولكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول.. مقالة العولمة 3 ثانوي لغات أجنبية نص السؤال هل للعولمة أثار سلبية على الفرد و المجتمع الإنساني ؟
الإجابة الصحيحة هي :
هل للعولمة أثار سلبية على الفرد و المجتمع الإنساني ؟
طرح مشكلة : تتبع مسار الفكر الإنساني يظهر لنا تنوع في القضايا الفلسفية و الاجتماعية ولا شك ان النسيج الاجتماعي و بعد التطور العلمي و التقني الذي شهده العالم بعد منتصف القرن 19 و كذا التحولات السياسية و الاقتصادية أصبح يعيش ظواهر كثيرة تعرض نفسها على القراءات الفلسفية و السوسيوثقافية و تعد العولمة أو الشوملة و الكونية إحدى أهم المفاهيم التي اخترقت المجال الفكري و الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي للانسان المعاصر وقد جاء في تعريفها اللغوي أنها تعميم الشيء و توسيع دائرته أما اصطلاحا نجد اختلافا كبير حول تحديد مفهوم جامع مانع لها و في أكثر تعريفاتها تعني زيادة درجة الارتباط بين المجتمعات الإنسانية من خلال التقارب الاقتصادي و الثقافي الذي يجعل العالم مثل قرية صغيرة ولكن ليس مفهوم هذه الظاهرة هو محور النقاش الفلسفي بل الأمر متعلق بقيمة ما تقدمه من نتائج و انعكاسات على الفرد و المجتمع الإنساني و العالم وعلى الأبعاد الثقافية و الخصوصيات المختلفة وهنا برز رأيين متعارضين أحدهما يرى انها ظاهرة خطيرة تخفي وراءها أبعاد سلبية بينما يراها الطرف النقيض أنها ظاهرة ايجابية تعبر عن مرحلة جديدة في حياة المجتمع الإنساني و تحمل معها إيجابيات كثيرة وفي ظل هذا التضارب الفكري و الديالكتيك الفلسفي نطرح الاشكال التالي : هل العولمة ظاهرة سلبية تهدد القيم الثقافية و الإنسانية؟
محاولة حل المشكلة :
الموقف الأول : العولمة ظاهرة سلبية " برهن غليون – محمد عابد الجابري- هارولد كليمانطا "
الحجج و البراهين :
*هناك اجماع بين بعض أطراف الرأي العام العربي السياسية والحركات القومية و حركات الاصلاح الدينية أن العولمة، بالديناميات الرئيسية التي تحركها، لا تتضمن أي جديد• بل هي شكل من الاستعمار لا تختلف في أهدافها عن أهداف الموجات الاستعمارية السابقة. فلا يمكن لرأس المال المهيمن وللشركات العملاقة المتعددة الجنسيات أن تنزع نحو أهداف أخرى غير السيطرة على الأسواق وغزو موارد الكوكب واستغلال العمل المأجور والرخيص حيث وجد. والفرق بين المشروعين الاستعماريين، القديم والجديد، هو أن المشروع الجديد العولمة يحتاج إلى التأقلم مع الظروف العالمية التاريخية المتغيرة ، كما أن الاستعمار الجديد يستخدم خطابا للمشروعية يشدد على قيم نشر الديمقراطية واحترام حقوق الشعوب كخطابات فارغة من المضمون لأنها مجرد شعارات كاذبة تخفي وراءها نوايا استعمارية ولا تحترم في الحقيقة الحريات التي تدعي الدفاع عنها و ليس هناك أي شك في أن ظاهرة العولمة تنطوي على تأكيد وتوسيع هيمنة الدول الصناعية.
*يؤكد الفيلسوف المغربي محمد عابد الجابري أن العولمة هي اعتراف غير مباشر بوجود عالمين متصارعين "الشمال" داعية العولمة والمستفيد الأول منها، و"الجنوب" موضوع العولمة والمستهدف بها ويرى الجابري أن هناك مسألة أساسية يجب الانتباه لها في ظل الانتشار الواسع لثقافة العولمة و هي أننا نفقد تدريجيا جزءا كبيرا من هويتنا و أصالتنا فالعولمة هي محاولة لمحو المقومات الثقافية و الهوياتية لمجتمع ما من خلال سلبه لمبادئه التي تأسس عليها واخضاعه لخطاب سياسي واقتصادي يجعله ينسلخ من كل سمات الهوية الوطنية و الدينية و التاريخية وهذا ما يسمى بظاهرة الاستلاب الحضاري كما تسعى العولمة الى تكريس الاختراق الثقافي و هو أحد أخطر أهدافها الذي يعمل على توجيه الادراك و الوعي و السيطرة عليه، أي تعطيل فاعلية العقل، وتكييف المنطق، وتشويش نظام القيم، وتوجيه الخيال، وتنميط الذوق، وقولبة السلوك. والهدف من كل هذا هو نشر نوع معين من الاستهلاك لنوع معين من المعارف والسلع والبضائع تضعه القوى الاقتصادية التي تتحكم في القرار السياسي يقول عابد الجابري " ليست العولمة مجرد آلية من آليات التطور الرأسمالي بل هي أيضا، وبالدرجة الأولى، إيديولوجيا تعكس إرادة الهيمنة على العالم ".
*يؤكد المفكر برهان غليون أن العولمة ليس لها الطابع المسالم البريء الذي تدعيه وحسبه فإن هذا التدفق المثري للبشرية يخلق بشكل حتمي الطبقية و غياب نظام التعديل واعادة توزيع الموارد لأنه يركز شروط الثورة المادية والثقافية في أيدي فئة قليلة من سكان العالم، هم من يتميز ون بقدرات او مواهب او مواقع او علاقات اكبر واكثر على حساب القسم الكبير من البشر وحسب غليون العولمة لا تعني ان جميع الافراد المقيمين على وجه الارض سوف يندمجون في الشبكات المالية والمعنوية والثقافية للعولمة، فالاغلبية الساحقة من سكان المعمورة لا يزالون يعيشون وسيظلون يعيشون لفترة طويلة جداً خارجها وربما لن يدخلوا فيها ابداً، السبب في ذلك هو عدم حاجة العولمة اليهم كمادة لاستراتيجيتها يقول غليون"لا يعني انهم لا يخضعون لقوانينها او ان بامكانهم ان يبقوا بعيدين عن تأثيراتها، اي انهم سيدخلون في العولمة حتماً، لكن من باب عواقبها السلبية المتمثلة بالفقر والبؤس والتهميش الجماعي".
*كما تؤدي العولمة إلى تخفيض الإنفاق العام و تسريح موظفي الدولة ،فتنتشر البطالة و الفقر بسبب استخدام الآلات في الإنجاز ، كما أدت إلى ظهور ممارسات تجارية غير مألوفة كتجارة المخدرات ، وتجارة الأطفال والنساء وجعل كل القيم مجرد سلع تباع وتشترى ، إضافة إلى وجود عجز للشركات المحلية في مواجهة ما أنتجته العولمة أي ما يعرف بالشركات المتعددة الجنسيات ، ونهب خيرات وثروات الشعوب ، وظهور ظاهرة الاستهلاك المفرط خصوصا في الدول المتخلفة ، لهذا قال الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك : " إنها تزيد من ظاهرة الإقصاء الاجتماعي ، وتنمي الجريمة ، وتهدد الأنظمة الإقتصادية " . فالعولمة قائمة على الصراع والنزاع والحروب ، كما أنها تهدد القيم ، وتشجع الفوضى والأزمات حيث ظهرت مفاهيم جديدة دالة على ذلك من بينها : الفوضى الخلاقة ، وتسيير الأزمات وليس حلها ، فالعولمة بلا ضمير أخلاقي لأن همها الوحيد هو الربح والسيطرة والنفوذ.
*كما نجد من المناهضين للعولمة " هارولد كليمانطا " في كتابه : أكاذيب العولمة العشر " ، وحددها فيما يلي : " تنفلت من المراقبة ، سيطرة البنوك ، محاربة الأصولية الإسلامية ، تستخدم الآلة على حساب العمال ، تفشي الفقر ، سيطرة الشركات المتعددة الجنسيات ، التبعية في مختلف أشكالها ، تدمير السلوك الأخلاقي ، الفاشية النقدية ". ونجد من المفكرين كذلك الفرنسي " روجي غارودي " الذي يرى في العولمة هيمنة وقوة ليبرالية تفتح المجال لهيمنة الثقافة الغربية ، وتؤدي إلى وقوع الدولة القومية في التبعية الاقتصادية والسياسية والثقافية والحضارية، فترهن الأمم والدول حقوق أهلها العالمية فتقذف بها إلى التبعية والاستعمار، أي تصبح الدولة القومية في مجموعها وسيلة منتخبة ديمقراطيا لكنها تخدم مصالح النخبة العالمية للمال والأعمال الليبراليين حيث يقول : "العولمة تؤدي إلى اختفاء الدولة أمام السلطة المطلقة للسوق حتى لا يبقى أي عائق أمام الاحتلال الاقتصادي" . كما نجد كلود ليفي شتراوس هو الآخر يرى في وجود العولمة أثرا سلبيا فهي في نظره تهدد خصوصية الدول والشعوب واستمرار للفكر الامبريالي والاستغلال الرأسمالي، وتجسيد للقطبية الواحدة لا للقيم الواحدة حيث يقول : " لا وجود لثقافة إنسانية كما تدعي العولمة إنما هناك ثقافات إنسانية ."
*هدّدت العولمة خصوصيّات الدول سياسيّا عبر مصادرة القرار السياسي الوطني وإضعاف سيادة الدول وإخضاعها لإملاءات التنظيمات الاقتصادية و السياسية الكبرى منها هيئة الأمم المتحدة والبنك العالمي وصندوق النقد الدولي ومنظّمة التجارة العالمية وباقي المنظّمات العالمية.. وخصوصيّات الدول ثقافيّا عبر غربنة وأمركة العالم أي نشر نظم عيش وتفكير المجتمعات الغربية حول العالم وتكريس التماثل والتجانس على نطاق عالمي بإشاعة ثقافة استهلاكية موحّدة تهدّد التنوّع الثقافي كما أن العولمة تتجاهل مشاعر التعاطف والتكافل والإهتمام بمصالح الآخرين وحقوقهم، وبالتالي فإنها تهمل جميع العلاقات الاجتماعية؛ لأن العولمة ثقافة مادية بحتة، لا مجال فيها للروحانيات أو العواطف النبيلة. تنشر العولمة مبدأ الحرية الشخصية للفرد الفردانية دون أي ضوابط، خاصّة في العلاقات التي تجمع الرجل مع المرأة، وهذا بدوره يؤدي إلى التساهل مع الميول والرغبات الجنسية، وتمرّد الإنسان على النظم والأحكام الشرعية التي تنظم وتضبط علاقاته.
*يقف كانط ضد انصهار الدول وذوبانها لأن للدولة شرعيتها الشعبية وليس لأحد الحق في اختراق قدسيتها، وهو يدرك الجدلية بين ما هو عالمي وما هو خصوصي ويفضل التعدد على العولمة لو خير بينهما. ولذلك فأن العولمة الكانطية تفترض تعددية الدول الحرة لا اختلاطها الخرافي، والدول لا يمكنها ان تكون حرة حقيقة الا متى ارتبطت باتحادية لا علاقة لها بالتفوق على الدول، ارتباط لا يفقدها حريتها واستقلالها، وكل دولة تشارك ضمن هذا الاتحاد القائم على التعدد والتنوع من اجل السلم الدائم.
النقد : يمكن الرد على المواقف الرافضة للعولمة من خلال تسجيل ثلاث نقاط وهي العولمة أصبحت أمرا الزاميا و حقيقة واقعية يجب التعامل معها باعتبارها تعبير عن التطور العلمي و التقني الذي بلغه الإنسان بعد محاولات كثيرة ليكون سيدا على الطبيعة، تبقى العولمة فكرة قائمة حتى و لو تم رفضها أو عدم الاقتناع بها كما أن الصراع الثقافي و محاولة اقصاء الانسان لغيره موجود سواء في ظل العولمة أو في انعدامها، كما أن بعض الأمم مطالبة بأن تعيد النظر في مسلماتها الثقافية والتربوية والاخلاقية انطلاقا مما تفرضه الحقائق الراهنة للعالم، ليس بقصد التكيف فحسب ولكن من اجل المشاركة والانتاج والا كان مصيرها الانغلاق والتهميش.
يتبع في الأسفل
الموقف الثاني