0 تصويتات
في تصنيف بكالوريا 2025 بواسطة (814ألف نقاط)

مقالة وظائف اللغة جدلية. هل تنحصر وظيفة اللغة في التواصل فقط 

  نسعد بكم أعزائي الطلاب والطالبات في << المعلم الناجح >> يسرنا بزيارتكم أن نقدم الاجابة على أسئلتكم المتنوعة من مناهج التعليم الحديث من مصدرها الصحيح ولكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول....مقالة وظائف اللغة جدلية. هل تنحصر وظيفة اللغة في التواصل فقط 

الإجابة الصحيحة هي : 

مقالة حول وظيفة اللغة باك 2024 2025 مقالة وظائف اللغة pdf. هل تنحصر وظيفة اللغة في التواصل فقط مقالة جدلية مقالة وظائف اللغة خليل سعيداني .مقالة وظائف اللغة استقصاء بالوضع. مقالة وظائف اللغة عادل مقرود. مقالة وظائف اللغة جدلية

هل تكمن وظيفة اللغة في التواصل فقط ؟ 

الجواب هو 

I/-المقدمة(طرح المشكلة): إن اللغة هي ذلك النسق الرمزي الذي يشمل جملة الإشارات , الرموز و الألفاظ . أو هي على حد تعبير عبد الصبور شاهين ذلك الكيان العام الذي يشمل كل ما هو منطوق أو مكتوب أو... « لكن المشكل ليس في ضبط المفاهيم بل في وظائف اللغة أو الغاية التي من أجلها وجدت. هذا ما شكل محور نقاش الكثير من الدارسين حيث نجد منهم من أكد أنها أفضل وسيلة لتحقيق التواصل كأنما وجدت لهذه الغاية فقط , إنطلاقا من تسليمهم بأنه لا سبيل للتعامل مع الغير إلا باعتماد اللغة , لكن في المقابل نجد من يرفض هذا الطرح و يقول بأنه للغة وظائف أخرى غير التواصل . لذا فأي الطرحين أصح وأيهما أقرب إلى الصواب ؟ بل أين تكمن وظيفة اللغة ؟ هل في التواصل لوحده أم يمكن أن تكون لها نشاطات أخرى ؟  

II/-التوسيع(محاولة حل المشكلة):

القضية: (وظيفة اللغة تكمن في التواصل فقطٍ ).

تحليلها: يذهب أنصار هذا الطرح للتأكيد على مسلمة أساسية مضمونها أن وظيفة اللغة تكمن في التواصل لأن الإنسان وجد في علاقة مع أخيه الإنسان , و هذه العلاقة تتجلى من خلال تبادل الأفكار , الخبرات ..." و لن يتم ذلك إلا باعتماد اللغة . 

البرهنة :

1 - بما أن التواصل هو تبادل الأفكار و الحقائق فإن تلك الأفكار لا يمكن إظهارها إلا عن طريق اللغة , لذلك لن يجد الإنسان وسيلة أفضل من اللغة من أجل تحقيق ذلك. و قد أكد المفكر الانجليزي جون لوك أن اللغة هي تلك الرموز الاصطلاحية التي اتفق عليها الأفراد ليعبروا بها عن المعاني الموجودة في الذهن و ذلك من أجل التواصل , إذ لا يمكن تصور الحياة الاجتماعية من دون لغة " اللغة تعزف بأفكار الذي يتكلم إلى الذين يستمعون "  

2 – بما أن اللغة هي رموز و إشارات متفق عليها اجتماعيا , و كان الإنسان مضطرا في تواصله إلى استخدام وسيلة يفهمها الجميع , فإنه لم يجد غير اللغة كوسيلة لذلك . أكد جون لوك " لقد كان ضروريا أن يبدع الإنسان بعض الرموز الخارجية و الحسية لكي يستطيع أن يجعل ألفاظه غير المرئية تصل إلى الغير "   

3 – عرف أندري لالاند اللغة على أنها مجموعة الإشارات التي يمكن أن تكون وسيلة للاتصال . و هذا يثبت أن ظهور اللغة الاصطلاحية عند الانسان ارتبط بعدم قدرة اللغة الانفعالية على تحقيق التواصل ( غير كافية ). و هذا ما يتجلى من خلال المقارنة بين لغة الحيوان و لغة الإنسان فالحيوان امتلك لغة طبيعية تعبر فقط عن حاجاته البيولوجية بينما الإنسان أسمى من أن يحصر أفكاره فقط في البقاء . أكد أرنست كاسير " أن الأسماء الواردة في الكلام الإنساني لم توضع لتشير إلى أشياء بذاتها , بل وضعت لتدل على معان اتفق عليها أفراد المجتمع . و في ذلك أشار أوغست كونت أن الإنسان مدني بطبعه, فهو يتكلم بلغة الجماعة و يدين بدين المجتمع , أي انه وضع اللغة من أجل التعبير و التواصل . 

4 -ٍ و تتجلى قيمة التواصل خاصة عند تأمل ثنائية العلاقة بين الأصم و الأعمى, فالأصم يعتمد لغة الإشارات لكن الأعمى لا يشاهد الإشارة . كذلك الأعمى يستعين بالكلام بينما الأصم لا يسمع ما يقول. هنا ندرك أن نقص اللغة يؤثر سلبا. 

4 – إن تواصل الأجيال يكون عن طريق اللغة بما أنها المسؤولة عن حفظ الإرث الاجتماعي والثقافي, فهي تعتبر أحد أهم مقومات الأمة . إذن تنحصر وظيفة اللغة في التواصل فقط .  

النقد: حقا اللغة وسيلة للتواصل لكن هذا لا يعد مبررا للقول أنها تنحصر فقط في هذه الغاية لأن في ذلك إهمال للوظائف الأخرى التي تحققها اللغة . كما أن اللغة قد تعد عائقا بعض الأحيان في تحقيق التواصل, لأنها من جهة هي عاجزة على حمل كل ما يفكر فيه الإنسان , و من جهة أخرى هي عاجزة على شرح الحالات الشعورية " هنري برغسون " كما انه من التطرف القول أن بقاء الأمم و تواصل الأجيال أساسه اللغة فقط لان الواقع يؤكد وجود مقومات أخرى .

نقيض القضية: ( وظيفة اللغة لا تنحصر في التواصل فقط ) 

شرح و تحليل: إن اللغة لا تنحصر وظيفتها في التواصل فقط بل وجدت من أجل نشاطات أخرى لها ارتباط بالذات و تتمثل أساسا في أنها تعد وظيفة نفعية , وظيفة استكشافية , وظيفة رمزية وظيفة تخيلية و كذلك انفعالية .   

البرهنة : 

1 الوظيفة النفعية : إن اللغة تسمح للإنسان بإشباع رغباته سواء البيولوجية الغريزية أو النفسية الانفعالية . و هذه الوظيفة وجدت كذلك عند الحيوان و ساهمت في تحقيق بقائه , و قد أشار فون فريش أن النحلة العاملة تقوم بالرقص في شكل ثمانية قصد إخبار العاملات بوجود الطعام . 

2 – الوظيفة الاستكشافية: ساهمت اللغة في فهم الإنسان لحقيقة العالم الخارجي. إذ أن فضوله دفعه دوما للتساؤل عن حقيقة الموجودات , و لولا وجود اللغة لما تمكن من إيجاد حلول لأبسط استفهام . اللغة لها أيضا وظيفة إخبارية متمثلة في أنها سبيل لنقل المعلومات من فرد إلى فرد و من جيل لأخر . هذا ما أكده لويس لافيل من خلال قوله " اللغة ذاكرة إنسانية ." الواقع يثبت أن لغة الجماعة تعد بمثابة السجل الذي يحتوي الأفكار من عادات و تقاليد هذه الجماعة و نظرتها إلى الحياة .أكد هالفاكس أن الكائنات البشرية و هي تعيش داخل المجتمع فإنها تستخدم كلمات تعد شرطا للتفكير الجمعي . إذ أنه لا وجود لذكريات لا تقابلها ألفاظ .  

3 – الوظيفة الشخصية : تتمثل في التعريف بالذات أو التعبير عنها , و هذا يعني انه لولا اللغة لبقي الإنسان مجهولا بالنسبة للغير . يقول هاني سليمان في كتابه لغة الجسد " قد يكذب اللسان و قد تصدق العين لما تحمله من دلالات الصدق و الحقيقة " . فالجسم يمتلك لغة تسمح بالتواصل مع الآخر . كما تعد اللغة شرطا من أجل السلامة النفسية . و في ذلك أشار سيغموند فرويد أن التصريح بالمشكل هو طريق إلى حله . واي نقص على مستوى اللغة يؤثر سلبا على السلوك و هو ما أكده جون بياجي من خلال قوله أن اللغة تساعد على نمو الفكر " كما أكد هنري برغسون أن اللغة هي كلمة السر التي تدخل الطفل إلى العالم الإنساني . 

4 – الوظيفة التنظيمية : إن المتأمل لتاريخ الإنسان يجد انه انتقل من المجتمع الطبيعي إلى المجتمع المنظم لما اعتمد قوانين تحكم الإفراد , و هذه القوانين هي فقط جمل مدونة تم الاتفاق على مصداقيتها من أجل تفادي الصراع و العشوائية. 

5 – الوظيفة التخيلية : اللغة تمنح الإنسان كل القدرة على الانطلاق من الواقع و الهروب من ضغوط الحياة اليومية , اللغة تساهم في بناء العالم في شكله الجميل بعيدا عن مرارة الواقع ( أحلام اليقظة ) كما توجد الوظيفة الرمزية التي ساهمت في بناء العلم و جعلت من الرياضيات معيارا للدقة و الوضوح . إذن لا تنحصر وظيفة اللغة في التواصل فقط .

النقد :على الرغم من أهمية الوظائف الأخرى التي تؤديها اللغة لكن تجاهل وظيفة التواصل يعد تجاهلا لحقيقة اللغة و العلاقات الإنسانية . كذلك إن الوظيفة التنظيمية , الإخبارية أو الاستكشافية هي فقط تواصل من نوع آخر . إن الإنسان لم يصنع اللغة من أجل غايات نفعية ما دامت هذه الوظيفة وجدت أيضا عند الحيوان .بل هو أشرف من أن يهدف فقط للبقاء . .

التركيب ان ٍاللغة كنسق رمزي تبقى واحدة في مفهومها ومتعددة في الوظائف التي وجدت من أجلها , إذ لا يمكن حصرها فقط في التواصل كما لا يمكن أن ترتبط فقط بالوظيفة الشخصية , الانفعالية , الاستكشاف , التنظيم أو ذاكرة المجتمع . بل الحقيقة أن كل هذه الوظائف ساهمت في وجودها اللغة . 

شاهد أيضا من هنااا تحليل نص السؤال الفلسفي هل تقتصر وظيفة اللغة على تواصل فقط

الخاتمة : 

و انطلاقا مما سبق ذكره يتبين لنا أنه لا تكمن وظيفة اللغة في التواصل فقط بل هي كل ما يعبر به القوم عن أغراضهم . أي اللغة شرط للسلامة النفسية ووسيلة من أجل استرجاع الماضي و تنظيم الحاضر قصد بناء تصور ايجابي عن المستقبل . اللغة وسيلة من أجل التعبير عن الذات و التواصل مع الغير الذي يعد طرفا في العالم الخارجي لا يمكن العيش بمعزل عنه

2 إجابة

0 تصويتات
منذ بواسطة (814ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
هل تقتصر وظيفة اللغة على التواصل الاجتماعي فحسب؟
طرح المشكلة:
إن الإنسان باعتباره كائن عاقل فهو يتفوق عن الحيوان بجملة من القدرات والوظائف النفسية من بينها اللغة فهذي الأخيرة تتميز بأنها خاصية إنسانية فريدة يستخدمها الإنسان للتعبير عن التصورات والأفكار الموجودة في ذهنه ، وتعرف على أنها نظام من الإشارات والرموز وضعت للتفاهم مع أفراد المجتمع.
ولقد سعى الدارسون والباحثون في البحث عن الوظيفة التي تؤديها اللغة ونتج عن هذا البحث اختلاف في الرؤى والمواقف فهناك من يرى أن اللغة تنحصر في الوظيفة التواصلية فقط وهناك من يرى أن لها وظائف أخرى تؤديها وفي حدود هذا الصراع الفكري تنطلق الأسئلة الفلسفية:
هل اللغة تتوقف على التواصل فقط؟ بمعنى شارح هل الإشارات والرموز والألفاظ وضعت أساسا للتواصل والتفاهم مع الغير أم لها وظائف أخرى تقوم بها؟ وفي عبارة واحدة ما هي وظيفة اللغة؟
محاولة حل المشكلة:
الموقف الاول :
إن الإجابة عن مثل هذه الأسئلة يقودنا حتما إلى استعراض الموقف الأول حيث يرى أنصاره وخاصة جورج غوسدروف وجوليا كريستيفا أن اللغة باعتبارها ظاهرة اجتماعية فهي وضعت أساسا للتواصل مع أفراد المجتمع ، بمعنى أخر إن الإشارات والرموز اللغوية ينحصر دورها في تحقيق التكيف بين الفرد ومجتمعه ، ودعموا هذا الموقف بجملة من الحجج والبراهين:
إن الحجة الأولى تتمثل في تعريف اللغة ذاته ، فأغلب تعريفات اللغة التي عرِّفت بها من طرف الفلاسفة والمفكرين وعلماء النفس تصب كلها في كونها أداة أو وسيلة تهدف إلى تحقيق التواصل والتفاهم مع الآخرين ، فالفيلسوف الفرنسي أندري لالاند عرف اللغة بقوله: " كل جملة من الإشارات يمكن أن تكون وسيلة للاتصال " ومن هذا التعريف يفهم بأن اللغة نظام من الرموز الصوتية يتم بواسطتها الاتصال بين أفراد المجتمع. وتعرف كذلك بأنها ظاهرة اجتماعية تستخدم لتحقيق التفاهم ونقل الأفكار وتبادل الحقائق بين الناس. ويرى إدوارد سبير أن اللغة خاصية إنسانية ، تهدف إلى توصيل الأفكار عن طريق نظام من الرموز ، والتي تصدر بطريقة إرادية. وعند دوسوسير نظام من الرموز والإشارات وهي واقعة اجتماعية اصطلح عليها أفراد المجتمع بغرض التواصل فيما بينهم والذي يذهب إليه العلم أن اللغة ظاهرة اجتماعية كسائر الظواهر الاجتماعية ومعنى هذا أنها من صنع المجتمع الإنساني أي أن الأفراد قاموا بوضع واصطلاح الألفاظ والرموز بهدف تحقيق الاتصال والتواصل
أما الحجة الثانية فنجدها عند العالم اللساني الفرنسي جورج فوسدروف ، فاللغة عنده باعتبارها ظاهرة إنسانية فهي تنحصر في وظيفة واحدة وتتمثل في التواصل الاجتماعي وبواسطتها يتمكن أفراد المجتمع من التواصل فيما بينهم وبدونها ينعدم التواصل ، بدليل الطفل الرضيع لا يمكنه التواصل معنا ، ولا يفهم ما نقوله لأنه لا يمتلك اللغة الاجتماعية الاصطلاحية ، وفي هذا الصدد يقول:" إن اللغة يه الشرط الضروري والكافي للدخول في المجتمع الإنساني ". ونفس الموقف نجده عند الأديبة وعالمة اللسانيات جوليا كريستيفا حيث ترى أن اللغة عنصر للتواصل الاجتماعي ، فلا مجتمع دون لغة. كما أنه ليس هناك مجتمع دون تواصل. كما أكد الفيلسوف الإنجليزي جون لوك ذو النزعة التجريبية أن اللغة وسيلة يستعملها الإنسان للاتصال بغيره من الناس. فإن اللغة عنده هي التي توصل أفكاره إلى الغير. يركز لوك على الدور الاجتماعي الهام الذي تلعبه اللغة التي مكنت الأفراد من الاتصال بعضهم ببعض كيف يستمتع الفرد بحياته مع الغير لو لا اللغة التي سهلت عليه عملية الاتصال والتفاهم بينه وبين غيره من الأفراد وكأن لوك حاول أن تصور الحياة الاجتماعية بدون لغة فوجدها صعبة للغاية ، إن اللغة عند لوك كهمزة وصل بين الإنسان وغيره تقوم على ذلك الحوار الذي يتمكن الشخص بموجبه نقل أفكاره إلى غيره من الناس ، مثل ما ينقل الناس له أفكارهم.
بالإضافة إلى ذلك فهناك حجة أخرى تتجلى في أن الإنسان حيوان اجتماعي فهو بطبعه يميل إلى التجمع مع الآخرين لكونه لا يستطيع العيش بمفرده أو منعزلا عن الجماعة لذلك تعد اللغة هي الوسيلة الوحيدة التي تمكنه من التفاعل والتواصل مع الغير.
وزيادة عن كل هذا فإن وجود لغة واحدة في مجتمع تجعل الأفراد أكثر وحدة وتماسك فيما بينهم ، وفي هذا الصدد يقول فخته: " إنها تجعل الأمة كلا متراصا " وفي السياق ذاته يقول جمال عبد الناصر: " إن الأمة العربية ليست في حاجة إلى أن تثبت حقيقة الوحدة بين شعوبها يكفي أن الأمة العربية تملك وحدة اللغة والتي تصنع وحدة التفكير ".
وعليه يمكن القول أن اللغة يتوقف دورها في التواصل الاجتماعي فحسب حسب أنصار هذا الموقف.
نقد :
لو نظرنا إلى هذا الموقف نظرة فاحصة لوجدنا أنه ينطوي على نقائص وسلبيات كثيرة وذلك لكونه حصر وظيفة اللغة فيجانبها الاجتماعي التواصلي وهذا الاعتقاد يقود إلى القول أن للحيوان لغة فهو الآخر يستعمل إشارات للاتصال مع بني جنسه وهذا ما بينته ابحاث فون فريش على النحلة فهذه الأخيرة عندما تجد الطعام فهي ترسل إشارة لرفيقاتها بغرض التواصل فيما بينها. ضف إلى ذلك فاللغة لا تقتصر على التواصل فقط بل تعمل على حفظ التراث ونقله عبر الأجيال وفي هذا السياق يقول لافيل: " إن اللغة ذاكرة الإنسانية " ، كما أنها أداة تنظيم سلوك الفرد داخل المجتمع وذلك من خلال الأوامر والنواهي ويظهر هذا في إشارات المرور فهي وضعت لتنظم حركة السير.
الموقف الثاني :
وعليه ظهر موقف آخر حيث يرى أنصاره أن اللغة لا تتوقف على التواصل الاجتماعي
بل لها وظائف أخرى تؤديها ، وهي لا تقل أهمية عن الوظيفة التواصلية ، لكونها تكشف عن الجانب الفردي للإنسان ، سواء كان متعلق بالجانب الفكري أو النفسي أو البيولوجي:
فباعتبار الإنسان كائن عاقل مفكر ، فهو يقوم بجملة من الوظائف والأنشطة العقلية المختلفة ، من تحليل وتركيب وتأويل واستنتاج وتعميم وحكم ومقارنة ، وكل هذه العمليات الذهنية تستند أساسا للرموز اللغوية.
فاللغة بهذا المعنى تشكل النسيج الذي يتحكم وينظم مختلف الفاعليات العقلية العليا من إدراك وذاكرة وذكاء وفي هذا السياق يقول أحد المفكرين: " إن الفكر ضاج بالكلمات " ويقول آخر: " إننا نفكر داخل الكلمات ".
أما على الصعيد النفسي الوجداني الانفعالي فالفرد يتمكن بواسطة اللغة سواء كانت إشارات طبيعية أو اصطلاحية من التعبير عن مشاعره وأحاسيسه الباطنية ، فلا أحد يعرف ما يشعر به الشخص ، أي ما يفرحه أو ما يقلقه أو ما يحبه أو ما يكرهه إلا إذا عبر عنها باللغة ، وهذا ما يتجلى عند الأدباء الذين يكشفون عن تطلعاتهم وأراءهم الشخصية في مؤلفاتهم التي تعبر عن سيرتهم الذاتية.
ولقد أكد علم النفس الحديث أن المريض يكشف عن رغباته ودوافعه النفسية المكبوتة بواسطة الكلام ، وهذه العملية يطلق عليها بطرقة التداعي الحر.
كما أن اللغة تهدف إلى حفظ وبقاء النوع البشري ، ويتجلى هذا في التعبير عن مختلف الحجات البيولوجية من أكل وشرب ، وهذه الوظيفة نجدها بالأخص عند الطفل الصغير فهو يشبع رغباته ومتطلباته بإصدار إشارات فعلى سبيل المثال البكاء يستعمله الطفل لإشباع حاجة ما كالغذاء.
إضافة إلى ذلك فباللغة يعبر الإنسان عن مفاهيم ومعاني مجردة لا علاقة لها بالواقع الحسي ، ويظهر هذا في الرياضيات والمنطق. كما أن العلماء يعتمدون على الرموز اللغوية للتعبير عن العلاقات الخفية التي تحكم الظواهر الطبيعية ، وذلك بوضع القوانين العلمية وصياغتها صياغة رياضية ، وهي موجودة في مختلف العلوم التجريبية كالفيزياء والكيمياء ، وتعرف هذه الوظيفة بالوظيفة الرمزية.
وقد يستعمل الإنسان اللغة كذلك في عملية التخيل للتخلص من همومه وآلامه بالابتعاد عن الواقع ، وذلك من خلال كتابة القصص أو الأشعار.
فضلا عن هذا كله إن الإنسان فضولي بطبعه يريد معرفة كل ما يحيط به ، سواء أكان يتعلق بالمحيط الطبيعي أو الاجتماعي ، وذلك بغرض تجاوز جهله واستكمال النقص عن هذه البيئة ، فهو يتساءل عن مختلف الجوانب التي لا يعرفها للاستكشاف والاستطلاع ، فنجده مثلا يتساءل عن أسماء الأشياء ، وفي أي مجال تستخدم؟ وما يه المواد أو الأدوات التي صنعت بها؟ ويتساءل عن كيفية حدوث الظواهر الطبيعية ، ويستعلم عن مختلف المؤسسات الاجتماعية. وهذه الوظيفة يطلق عليها بالوظيفة الاستفهامية أو الاستكشافية.
وعليه من خلال تحليلنا لهذه النظرية يتبين لنا أن للغة وظائف متعددة تعبر عن الأبعاد الفرد النفسية والعقلية وبالتالي فهي لا تنحصر في التواصل فقط.
نقد :
رغم أهمية هذه الوظائف التي تلعبها اللغة إلا أن كل الدلائل تثبت بأن الإنسان هو حيوان مدني بطبعه لا يمكنه العيش وحيد منعزل عن الحياة الاجتماعية بل هو في تفاعل وتواصل وتعايش مستمر مع الطرف الآخر وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن اللغة تقوم بالوظيفة التواصلية بالدرجة الأولى.
التركيب :
بعد الوقوف على سلبيات ونقائص الموقفين فإنه يتضح لنا أن اللغة باعتبارها خاصية وميزة إنسانية فريدة فهي متعددة الوظائف:
لأن الإنسان أبدع ووضع الإشارات والرموز اللغوية ليعبر عن مختلف أبعاده وحاجاته والتي تتصف بالتنوع والتعدد فباللغة تتجلى مختلف إبداعات الإنسان الثقفية والحضرية كما أنها تكشف عن تصوراته العقلية وتمكنه من التواصل مع الغير وبالتالي فإن اللغة جاءت لكي تعبر عن الجانبين الاجتماعي والفردي للإنسان.
وفي حدود معرفتنا المتواضعة يمكن القول أن اللغة هي نسق من الرموز والإشارات وضعت كأداة أو وسيلة للتعبير عن أغراض الإنسانية المتعددة والمتكاملة فيما بينها أي أنها تعبر عن أبعاد الإنسان الفكرية والنفسية والاجتماعية والتاريخية...
حل المشكلة:
وعلى ضوء مما تقدم نستنتج أن اللغة كنظام رمزي لا تقتصر على التواصل فقط بل لها وظائف متعددة ، تعبر عن مختلف أبعاد الإنسان.
0 تصويتات
بواسطة (814ألف نقاط)
مقالة وظائف اللغة جدلية. هل تنحصر وظيفة اللغة في التواصل فقط

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى المعلم الناجح، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...