تحليل قصيدة الفلاح المغربي لعلال الفاسي 2 ثانوي جذع مشترك
نرحب بكم طلابنا الاعزاء في موقع المعلم الناجح يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم كل ما يخص الطالب من المنهج الدراسي الجديد شرح وحلول وملخصات جميع الدروس وحل الواجبات المدرسية ومراجعة الفصل وحل تدريبات ونماذج أسئلة وأجوبة امتحان كما نقدم لكم أسئلة الدرس بإجابتها ولكم منا في صفحة موقعنا المعلم الناجح almalnaajih التعلمي حل السؤال الذي يقول..... تحليل قصيدة "الفلاح المغربي" لعلال الفاسي
وتكون اجابتة الصحية هي
ملخص تحليل قصيدة "الفلاح المغربي" لعلال الفاسي
أولاـ تــمـهــيــد:
الشِّـعـْـرُ فنُّ العربية الأول، وأكثر فنون القول هيمنة على التاريخ الأدبي عند العرب، خصوصًا في عصورها الأولى؛ لسهولة حفظه وتداوله. ويُعدُّ الشعر وثيقة يمكن الاعتماد عليها في التعرُّف على أحوال العرب وبيئاتهم وثقافتهم وتاريخهم، ويلخص ذلك قولهم: الشعر ديوان العرب.
والشعر لغة الخيال والعواطف، وهو تعبير إنساني ذاتي يبرز من خلاله الشاعر عاطفته الجياشة، ويتغنى بذاته مصورا لنا أحاسيسه ومشاعره من خلال المواقف التي تثيره، ويكون مقيدا بالإيقاع (الوزن- القافية- الموازنات الصوتية..)
-الشعر العمودي هو الذي ينظم كله على بحر واحد، ويتنتهي كل أبياته بقافية وروي موحدين. وهي تتضمن شتى الموضوعات: من مدح وهجاء ورثاء وغزل ...
- غرض المديح من الأغراض الشعرية العريقة، يختص بالثناء واطراء الذي يتوجه به الشاعر إلى ممدوحه، فيرفع من شأنه بوصف كرمه وشجاعته وهمته...
صاحب النص:تحليل قصيدة "الفلاح المغربي" لعلال الفاسي
الشاعر المغربي علال الفاسي شاعر ومفكر وأديب مغربي، تنوعت اهتماماته بين الأدب والسياسة والفكر والنضال، من أعماله ديوانه الشعري "روض الملك"، وهو الديوان الذي اقتبس منه النص الذي بين أيدينا.
ثانيا: ملاحظة النص.
1- قراءة في العنوان:
جاء العنوان على شكل مركب وصفي، مكون من كلمتين بصيغة الإفراد المعرف ب"ال"، بينهما علاقة "نسبية ". فالفلاح الذي يشتغل بالزراعة وما يتعلق بها موصوف مخصوص، منسوب لبلاد المغرب (الصفة). أما إعرابيا، فيعرب مبتدأ، خبره ما يجيء في الخطاب النصي.
2- فرضية القراءة:
انطلاقا من شكل النص، وعنوانه، وبدايته ونهايته، نفترض أنه عبارة عن قصيدة عمودية تقليدية، ستدور حول غرض مدح الفلاح المغربي، ووصف مناقبه، وخصاله.
ثانيا: فهم النص.
1- الفكرة العامة:
مدح الشاعر الفلاح المغربي، معددا صفاته ومناقبه، ومحاولا إظهار دوره في حياة الناس والمجتمع.
2- الوحدات الدلالية ومضامينها:
يتفرع النص الى ثلاث وحدات دلالية رئيسة.
-الوحدة الدلالية الأولى: (1-3) ثناء الشاعر على الفلاح المغربي، وبيان دوره في المجتمع.
-الوحدة الدلالية الثانية: (4-8) رصد نشاط الفلاح المغربي، والتزامه العملي اليومي.
-الوحدة الدلالية الثالثة: (9-14) رصد مناقب الفلاح المغربي وأخلاقه.
ثالثا: تحليل النص:
1- معجم النص.
يتوزع معجم النص إلى حقلين دلاليين مرتبطين بغرض مدح الفلاح المغربي من حيث صفاته العملية الإنتاجية، ومن حيث صفاته المعنوية.
* الصفات العملية الإنتاجية: تراه إلى الجهاد مجدا- من محاريثه على الطرس أقلام - لا يشتكي الصبيحة بردا- لايشكو حرارة القيض- حسبه التربة الكريمة حليا- مجده المجد من سواعده تَمّ ...
* الصفات المعنوية: طيب القلب- لا يبتغي سوى العهد أمنا - دينه الدين- لا يملؤه الغش- حبه الحب- عرف الله من قرارة قلب- هام بالطبيعة والكون وجدا ...
نلاحظ من خلال الحقلين الدلاليين، أن الشاعر وزع قصيدته المدحية للفلاح إلى جانبين، جانب خارجي مرتبط بعمله ودوره في المجتمع، وجانب داخلي مرتبط بطويته وسريرته. وقد ساوق الشاعر بين الجانبين دونما تغليب طرف على آخر، مما يدل على أن الفلاح شخص متكامل، منسجم الظاهر والداخل، متلائم الفعل والنية، متناغم الجسد والروح.
ونلاحظ أن الشاعر استعمل ألفاظا فخمة جزلة، مستقيمة، ذات نبرة قديمة، لكنها مفهومة. من هذه الألفاظ (طرا -أودى -القيظ -الطرس -الدهر ...)
2- الصور الشعرية:
إذا انتقلنا إلى الجانب التصويري للنص، فإننا نجد أن الشاعر استعمل مجموعة من التشبيهات، والتعبيرات المجازية الاستعارية. منها:
* التشبيهات: يشبه الشاعر في البيتين الأول والثاني الفلاح المغربي بسيد الشعب، وروح الحياة لدى الشعب دلالة على ما يقدمه من تضحيات جسام في سبيل خدمة الشعب ورفاهيته، فهو نسغ الحياة، بدونه تنعدم وتنمحي، ووجود الناس رهين بوجوده، ومنتف بانتفائه، ونجد أن التشبيه في كلا العبارتين ورد دون أداة تأكيدا على أن المشبه به هو عين المشبه.
* الاستعارات: وظف الشاعر الكثير من الاستعارات في قصيدته، منها قوله( من محاريثه على الطرس أقلام/ عرف الله من قرارة قلب...)
فشبه الشاعر في العبارة الأولى الأرض بالطرس، وأسنان المحراث وخطوطه على الأرض بالأقلام على سبيل الاستعارة التصريحية، دلالة على ما يقوم به الفلاح من خدمة لأرضه والاشتغال الدائم عليها تقليبا وحرثا وزراعة وحصادا صيفا وشتاء. وهو في حرثه الأرض شبيه بالأديب الذي يبدع على الورق، كلاهما خلاق مبتكر يسهم في تطوير البلاد وتقدمها. وفي العبارة الثانية استعار الشاعر من (البئر) لفظة(قرارة)، وأسندها ل( القلب) على سبيل الاستعارة المكنية، ليصور عظمة الفلاح المغربي، فهو رجل طيب القلب والسريرة، متدين بالفطرة، محب لله والعباد بالسليقة.
كما وظف إلى جانب ذلك بعض المحسنات البديعية، كالجناس: بُرْد/ بَرْد، قيد/قصد، (جناس ناقص). والطباق: يحيا # أودى، سيد# عبد...
وقد أدت الصور الشعرية والمحسنات البديعية وظائف عدة، منها: بيان المعنى، وإيضاحه للمتلقي، وتقريبه له، وتزيين الكلام وتحسينه إمتاعا للقارئ.
وعلى العموم فإن الأسلوب المهيمن هو الأسلوب التقريري المباشر، فجاءت لغة النص تصريحية خطابية، اتجهت فيها عناية الشاعر إلى الرصد والتقرير أكثر مما اتجهت إلى الإيحاء والإيماء. ولعلها سمة مميزة لشعر علال الفاسي وغيره من شعراء دعاة الإلتزام في الأدب.
3- الأساليب اللغوية:
ومن حيث الأسلوب نلاحظ أن الشاعر زاوج بين الجمل الاسمية والفعلية الخبرية الابتدائية التي صيغت بغرض لزوم الفائدة لأن الشاعر لا يخبرنا بشيء نجهله عن حقيقة الفلاح وواقعه. من أمثلة ذلك:
* الجمل الاسمية: سيد الشعب والبلاد -في بزوغ الضياء -هو روح الحياة -حسبه العزم...
* الجمل الفعلية: عرف الله، طلبنا من الجواهر عقدا، لا يشتكي الصبيحة بردا، لايشكو القيض...
وعلة اطراد الصيغ الاسمية أن الشاعر يضفي على صفات الفلاح الداخلية والخارجية طابع الديمومة والثبوت والاستمرارية، فهي ليست ظرفية زائلة، بل خالدة مستمرة.
أما الجمل الفعلية، فتبرز نشاطه الدؤوب دون كلل أو ملل.
4- المستوى الإيقاعي:
وإذا انتقلنا إلى الجانب الإيقاعي الخارجي والداخلي للنص، نجد الشاعر بنى قصيدته على وزن بحر "الخفيف "القائم على التفعيلات الأصلية الآتية: (فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن). وهو من البحور المركبة، الكثيرة الأصوات (7+7). وهو يتلاءم وغرض المدح. وقد جاءت بعض تفعيلاته كاملة ( فاعلاتن ) - (مستفع لن ) أحيانا، وناقصة أخرى: (متفع لن ) (فعلاتن ). فالنص يستمد إيقاعه الخارجي من ترديد هذه التفعيلات الإيقاعية المكررة عبر الأشطر، كما يستمده أيضا من تكرار صوت الروي في آخر الأبيات وهو الصامت "الدال" المتبوع بصائت طويل (الألف) المشبع بحركته الإعرابية (الفتحة).
ويمتح النص إيقاعه الداخلي من بنية التكرارات الواردة في ثناياه: تكرار الحرف الواحد (العين) ثلات مرات، و(الألف)سبع مرات في البيت الأول. تكرار الكلمة الواحدة: الشعب / الشعب - يشكو/يشتكي -حسب /حسب -ليس/ليس - مجده /المجد...
ومن بنية التوازيات المختلفة، كالتركيبي في البيتين 6و7 :
ب 6:حسبه العزم والإرادة دفئا إن طلبنا لدى المنازل بردا
ب 7: حسبه التربة الكريمة حليا إن طلبنا من الجواهر عقدا
فالحروف والكلمات الواردة في البيتين منتظمة انتظاما تقابليا في بنيتها التركيبية والنحوية والصرفية، ينجم عن ذلك إيقاع داخلي أخاذ.
خامــســا: تــــــركـــــيــب الــنــص:
نصل أخيرا إلى أن القصيدة المدروسة آنفا" الفلاح المغربي" هي قصيدة عمودية تقليدية للشاعر علال الفاسي، والذي يعد من أبرز الشعراء المغاربة في غرض المدح، وقصيدته هذه تجسيد حي لهذا الغرض، حيث مدح فيها الفلاح المغربي، مشيدا بخصاله وصفاته الحميدة التي بوأته مقاما عاليا، ومنزلة رفيعة في المجتمع. ولقد حافظ الشاعر في بناء قصيدته على خصائص الشعر العمودي التقليدي في شعر المدح، من خلال لغة جزلة تنهل من المعجم القديم، واعتماد نظام الشطرين المتناظرين، ووحدة الوزن والقافية والروي، والمطلع المصرع. كما نجده وظف مجموعة من الصور البلاغية كالتشبيه والاستعارة، والمحسنات البديعية من قبيل الجناس والطباق، قاصدا بذلك رسم صورة مثلى للفلاح المغربي، وداعيا إلى الاقتداء به في العمل، وشحذ الهمم لبناء مجتمع مغربي مزدهر متقدم.